الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد بعد انطلاق اول رحلة من صفاقس: اتهامات بـ"تحويل وجهة" الخط البحري جرجيس-ليبيا الى صفاقس، فهل يعلم وزير النقل هذه المعطيات؟

نشر في  25 أفريل 2020  (23:09)

 في اول رحلة لها من ميناء صفاقس الى ميناء طرابلس الليبي، أبحرت اليوم السبت باخرة شحن تونسية حملت على سطحها 300 حاوية على أن تعود لتبحر مرة ثانية يوم 4 ماي 2020 وفق وزارة النقل واللوجستيك.

ومثل اعلان خط تجاري يربط ميناء صفاقس بليبيا ضربة أنهت حلم انفتاح الميناء التجاري بجرجيس على موانئ ليبية سيما وأن ولاية مدنين الحدودية مع ليببا الوحيدة التي تضم 3 معابر دولية منها معبر رأس جدير الحدودي وهو الأضخم في الجمهورية التونسية.

وكان وزير النقل أنور المعروف أعلن عن إحداث خط تجاري يربط صفاقس بليبيا وهو ما أثار ردود فعل متباينة بولاية مدنين وطرحت عدة نقاط استفهام بخصوص مصير الميناء التجاري بجرجيس بعد أن رصدت له الدولة اعتمادات ضخمة ولكنه بقي مجمدا تجاريا ولم يمارس اي نشاط تجاري بحري فعلي كماهو عليه الحال في بقية موانئ الجمهورية التونسية.

أمال عديدة علقها أهالي جرجيس بصفة خاصة وأبناء ولاية مدنين عامة على الحكومة الحالية لإعلان تفعيل خط مباشر بين جرجيس وليبيا سيما وأن وقفات احتجاجية سابقة نفذها المجتمع المدني بجرجيس طالبوا خلالها الدولة بتفعيل خط تجاري رسمي بالميناء حتى لا يسوده الركود طيلة العام بانتهاء عملية استقبال التونسيين القادمين من مرسيليا او الراجعين اليها في الصيف.

ويعد قرار غلق الحدود مع ليبيا منذ منتصف مارس الفارط بسبب فيروس كورونا المستجد فرصة ذهبية لإعلان خط بحري تجاري بين جرجيس وليبيا البعيدة مسافة 12 ساعة علما وأن الملف مودع بوزارة النقل منذ سنوات وكانت الدراسات والنقاشات متقدمة في هذا السياق كما أن الأرضية مهيئة للميناء لاستقبال البواخر التجارية فضلا عن مميزاته وأهمها قرب المسافة بينه وبين معبر رأس جدير ااحدودي منفذ المبادلات التجاربة البرية وايضا ليبيا، ولكن يبدو أن هذا الملف مازال يرقد في رفوف الوزارة.

وهنا يهمنا التذكير أن الليبيين طالبوا منذ سنوات بإحداث خط للمسافرين من ليبيا الى جرجيس وتوسيع رقعة المطالب الى التجارية بسبب الوضع على مستوى المعبر البري راس جدير وما يرافقه من طول فترة الانتظار علاوة غلى الوضع الأمني غير المستقر ما يتسبب في غلقه بين الفترة والأخرى، وهو ما يجعل الخط التجاري البحري بديلا لتجاوز الصعوبات على مستوى النقل برا دون ان ننسى الحركية الاقتصادية التي سيخلقها على مستوى نشاطه تجاريا وايضا على عجلة الحركة بالمدينة والولاية ككل.

هذا ويعيش الميناء التجاري بجرجيس احلك فتراته بعد تفشي فيروس كورونا المستجد وما خلفه من تداعيات اقتصادية ليزيد تغييب الخط التجاري البحري ركوده وبالتالي يبقى نشاطه في تراجع الى إشعار آخر. فهل سيتذكر وزير النقل أنور معروف أن الميناء التجاري بجرجيس يطل مباشرة على ليبيا ويتطلب ارادة سياسية لتفعيل خطوط تجارية بحرية؟

نعيمة خليصة